Featured Video

مواطن مرفوع ... بالضمة.. مقال ساخر اخر حاجة


الشعبطة فى الأوتوببيس فن ، لا يقدر عليه سوى مواطن مصرى لدود ، فن .. تعلمته منذ الصغر فى مدرسة الحياة المصرية بالإضافة إلى الوقوف فى طابور العيش ، ودلق مية الغسيل من البلكونة ، وشخشخة الجيب ، والجرى وراء المواصلات ، والقفز من فوق مكنة التذاكر فى المترو .. حتى أصبحت مواطناً مصرياً بجدارة أمارس كل مظاهر المواطنة .

لكننى أحمد الله الآن من كل قلبى أننى تجاوزت المرحلة التعليمية دون أن أتلقى شالوت من مدرس العلوم، أو تقوم الميس بتاعة الأنجليزى بتصويرى بكاميرة الموبايل أثناء الدرس الخصوصى ، فقد كانت الحياة التعليمية أيامنا تسير كما تسير العربية الكارو أم حمار بلا أى وسائل سيطرة أو تحكم ، ثم أصبحت تسير مثل الحمار بوسائل تحكم هى اللجام والبردعة .

ثم كبرت .. وصرت شاباً يافعاً بالياء وليس نافعاً بالنون ، وأمى تقول لى دائماً إنها أنجبتنى بعد ما زهقت من خلفة البنات ، وتمنّت لو أنجبت ذكراً ، لكنها لو كانت تعلم الغيب لتمنت أن تلد "دكر بط" ..

وهكذا تربيتُ فى منزل والدى على الإخلاص والإيثار والأخلاق الحميدة وإنتظار العلاوة ، فصرت مواطناً طويلاً ، أنحنى فى المواصلات العامة إحتراماً للكبار ولسقف الأوتوبيس .. الذى دائماً ما يكون مخروماً فى الشتاء وإنت عارف الباقى . 

لو علمتمُ الغيبَ لإخترتم الواقع .. إنتظر المصريون عشرات السنين لتقوم الثورة وينطرد الملك الفاسد ، ويأتى الرئيس الحلو أبو شامة على جبينه ، ليحقق العدالة الإجتماعية ، لكن الثورة حققت "عز" لا مثيل له للشعب ، ونجحت فى نشر "سرور" الديمقراطية بين طبقات المجتمع الـ "رشيد" ، وجعلت سلم التنمية "نظيف" كما ولدته أمه فى أنتظار رئيس "حبيب" للشعب ، حتى أن الشعب نفسه الذى كان "زاهى" بآمال كبرى قد "سامح" فى حقه عن طيب خاطر و"رضا" نفس ، وأنا شخصياً بعد الثورة قد زاد"عزمى" على التحدى والوقوف أمام المخاطر للوصول إلى "كمال" الاخلاص فى العمل ، إلى أن صار الحلم آخر "جمال" بعد كان "مبارك" من الشيوخ والقساوسة على حدٍ سواء ..

وعندما كنتُ أبكى كانت دموعى تنزل "صلصة" .. ثم أكتشفت أننى مدمن كشرى بالفطرة منذ الصغر ، وكان عمى يسألنى تحب تطلع إيه ؟ فكنت أُجيب "صاحب عربية كبدة" .. فالعشوائية تجرى فى دمى مجرى الصلصة فى العروق .

ولو..
بردو سأظل أحب مصر ، وأشرب مع ماء نيلها مجموعة من المركبات الكيماوية والمخلفات الحيوانية والنفايات الزراعية وأقول "كمااااان" ..

بردو هفضل أحب مصر .. أحبها فى طابور العيش حتى لو إنقطع القميص إللى حيلتى ، وهيفضل صوباع رجلى يحبها ويخرج من الشراب آخر كل شهر عشان يشم ترابها ويغسل وشه من مية مجاريها .

سأظل مخلصاً لمصر أحمل فوق كتفى وزرائها ورجال أعمالها ونواب شعبها ومحافظينها ولعّيبيتها و"مومسيلينها" وراقصينها وأنابيب بوتجازاتها ، إلى أن يأتى الوقت ، وتدق الساعة ميعاد نهاية العمر ، فأحمل "هلاهيلى" وأمشى .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More