Featured Video

غياب أسامة بن لادن هل يريح العالم أم يشعله؟


اعداد:عبد الرحمن عثمان


انتهت أسطورة "بن لادن" أشهر من حارب أمريكا وأكثرهم غموضا في صباح الثاني من مايو 2011 عندما اعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما مقتله في عملية عسكرية لقوات البحرية الأمريكية الخاصة "سيلز" في مدينة ابوت اباد قرب إسلام أباد عاصمة باكستان.من هو أسامة بن لادن؟كان اسم أسامة بن لادن من أكثر الأسماء شهرة في العالم خلال العقود الثلاث الماضية ، تتحرك العديد من أجهزة استخبارات أقوى الدول -وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية- من أجل الحصول على أي معلومات تساعد في إلقاء القبض عليه.. فمن هو أسامة بن لادن؟ وكيف انتقل إلى أفغانستان وبدأ رحلته مع الجهاد؟ ولماذا تلاحقه أجهزة الأمن؟ وما الاتهامات التي توجهها إليه الإدارة الأميركية؟

الميلاد والنشأة

ولد أسامة بن لادن في الرياض بالسعودية عام 1957 لأم سورية دمشقية، وله كثير من الإخوة والأخوات من أبناء المقاول الشهير محمد عوض بن لادن.
حضر والد أسامة إلى جدة من حضرموت عام 1930، ولم تمض سنوات قليلة حتى تحول محمد بن لادن من مجرد حمال في مرفأ جدة إلى أكبر مقاول إنشاءات في السعودية. وفي عام 1969 والد أسامة بإعادة بناء المسجد الأقصى بعد الحريق الذي تعرض له، كما ساهم في التوسعة الأولى للحرمين الشريفين.
توفي الوالد وكان عمر أسامة 9 سنوات. ونشأ أسامة نشأة صالحة، وتزوج وهو ابن 17 عاما زواجه الأول من أخواله من الشام. أكمل مراحل دراسته كلها في جدة، وأتم دراسته الجامعية في علم الإدارة العامة والاقتصاد، حيث تخرج في جامعة الملك عبد العزيز.

بن لادن والجهاد وتأسيس القاعدة

بدأت علاقة أسامة بن لادن بأفغانستان منذ الأسابيع الأولى للغزو السوفيتي لها في 27 ديسمبر/ كانون الأول 1979، حيث شارك مع المجاهدين الأفغان ضد الغزو الشيوعي.
القاعدة:
أسس بن لادن ما أسماه هو ومعاونوه بـ "سجل القاعدة " عام 1988، وهو عبارة عن قاعدة معلومات تشمل تفاصيل كاملة عن حركة المجاهدين العرب قدوما وذهابا والتحاقا بالجبهات. وأصبحت السجلات مثل الإدارة المستقلة ومن هنا جاءت تسمية سجل القاعدة على أساس أن القاعدة تتضمن كل التركيبة المؤلفة من بيت الأنصار -أول محطة استقبال مؤقت- للقادمين إلى الجهاد قبل توجههم للتدريب ومن ثم المساهمة في الجهاد ومعسكرات التدريب والجبهات. واستمر استعمال كلمة القاعدة من قبل المجموعة التي استمر ارتباطها بأسامة بن لادن، وهنا خرج الأمريكيون بانطباع أنها اسم لتنظيم إرهابي يهدف إلى الإطاحة بحكومات الدول الإسلامية الراديكالية واستبدالها بحكم الشريعة، وأن القاعدة تعادي الغرب وتعتبر الولايات المتحدة الأميركية -بصفة خاصة- العدو الأول للإسلام وعلى كل المسلمين أن يحملوا السلاح ضدها.
العودة إلى السعودية
بعد الانسحاب السوفياتي من أفغانستان عاد بن لادن إلى السعودية وعلم بعد فترة من وصوله أنه ممنوع من السفر، وظن أن السبب هو الانسحاب الروسي وتفاهم القوى العظمى، ونشط في إلقاء المحاضرات العامة.
لم تكتف وزارة الداخلية السعودية بمنعه من السفر بل وجهت إليه تحذير بعدم ممارسة أي نشاط علني، لكنه بادر بكتابة رسالة عبارة عن نصائح للدولة قبيل الاجتياح العراقي للكويت.
الخروج من المملكة
بعدما ساءت الأحوال عقب الغزو العراقي ولعدم التزامه بالتقييد المفروض عليه وبسبب تجميد نشاطه، غادر بن لادن السعودية عائدا إلى أفغانستان ثم إلى الخرطوم عام 1992، حينها صدر أمر في نهاية العام نفسه بتجميد أمواله. ثم تحولت قضية بن لادن إلى قضية ساخنة على جدول أعمال المخابرات الأميركية، فسحبت الحكومة السعودية جنسيته عام 1994.
دفعت هذه التطورات أسامة لأن يأخذ أول مبادرة معلنة ضد الحكومة السعودية حين أصدر بيانا شخصيا يرد فيه على قرار سحب الجنسية، وقرر بعد ذلك أن يتحرك علنا بالتعاون مع آخرين.
العودة إلى أفغانستان
خلال إقامته في السودان وقعت أحداث الصومال واليمن وانفجار الرياض، ويفتخر أسامة بالعمليات التي تمت ضد المصالح الأميركية في هذه الأماكن، لكنه لا ينسبها مباشرة لنفسه وإنما يعتبرها من دائرته العامة. بعد هذه الأحداث تعرض السودان لضغط كبير من أميركا ودول عربية لإخراج بن لادن أو تسليمه، وتحت هذا الضغط خرج هو ورفاقه إلى أفغانستان. ومنذ أن وصل هناك بدأت الأحداث تتتابع بشكل درامي من انفجار الخبر إلى استيلاء طالبان على جلال آباد إلى محاولة خطفه هو شخصيا إلى بيان الجهاد ضد الأميركان الذي أصدره في نوفمبر/ تشرين الثاني 1996.
وتوالت الأحداث ونسبت إلى بن لادن وأعوانه أغلب حوادث التفجير التي حدثت في العالم والتي فيها مساس بالمصالح الأميركية، وأصبح بن لادن العدو اللدود لأميركا وفي كل مصيبة تحدث يوجه إليه إصبع الاتهام، لكنه يبقى بطلا لكثيرين في العالم الإسلامي.

اتهامات أميركا ضد بن لادن

- التآمر على قتل جنود أميركيين كانوا في اليمن في طريقهم إلى الصومال عام 1992.
- قيام شبكة بن لادن بمعاونة مصريين متهمين بمحاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في أديس أبابا بأثيوبيا عام 1995، والذين قتلوا عشرات السياح في مصر في السنوات التالية.
- قيام جماعة الجهاد الإسلامي المصرية التي لها علاقة بشبكة بن لادن، بتفجير السفارة المصرية في باكستان عام 1995 وقتل ما يزيد على 20 مصريا وباكستانيا.
- تآمر جماعة بن لادن على تفجير طائرات أميركية في الباسيفيك، ومحاولة قتل البابا.
- قيام أتباع بن لادن بتفجير مقر إقامة الجنود الأميركيين في الرياض عام 1995.
- إصدار إعلان الحرب على الولايات المتحدة عام 1996.
- تصريح بن لادن عام 1998 "لو استطاع أحد قتل أي جندي أميركي، فهو خير له من تضييع الوقت في أمور أخرى".
- في فبراير/ شباط 1998 أعلنت الجبهة الإسلامية العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيين التابعة لشبكة بن لادن نيتها مهاجمة الأميركان وحلفائهم، بمن في ذلك المدنيين في أي مكان في العالم.
- في 20 أغسطس 1998 تم تنفيذ هجومين انتحاريين متزامنين على سفارتي أمريكا في كل من نيروبي عاصمة كينيا ودار السلام عاصمة تنزانيا . مما أسفر عن مقتل عشرات الأمريكين والأفارقة . ولم يعترف بن لادن بمسؤوليته عن الهجمات اطلاقا الا ان عددا ممن اعتقلوا بتهم المشاركة في التفجيرات قالوا انه من دعمهم. في نفس اليوم ضربت الولايات المتحدة الأميركية عددا من المرافق التي يعتقد أنها تستخدم من قبل شبكة بن لادن. وشملت هذه الأهداف ستة معسكرات تدريب تابعة للقاعدة في أفغانستان ومصنعا للأدوية في السودان والذي كانت الاستخبارات الأميركية تشك في إنتاجه مكونات أسلحة كيماوية، لكنها اعترفت بعد ذلك أن الهجوم على المصنع حدث بناء على معلومات مغلوطة.

أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001

وفي سبتمبر/ أيلول 2001 اتهمت الولايات المتحدة بن لادن بتدبير الهجمات التي وقعت على مركز التجارة العالمية ومبنى البنتاجون، وراح ضحيتها ثلاثة آلاف وأدت إلى خسائر اقتصادية تقدر بأكثر من 150 مليارا من الدولارات. وبعد أن وضعت إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة على رأس المطلوب الانتقام منهم، إحتلت أمريكا أفغانستان وراحت تدك ما تعتقد أنه قواعد لتنظيم بن لادن في أفغانستان وتغيرت منذ ذلك التاريخ أوضاع سياسية وعسكرية كثيرة ليس في أفغانستان وحدها ولكن في الكثير من دول العالم أيضا .
وتحولت الحرب على "بن لادن" والقاعدة إلى "الحرب على الإرهاب" واستباحت أمريكا بسببها العالم بحجة ملاحقة زعيم القاعدة ورجاله في كل مكان .

الطريق إلى رأس "بن لادن"

وعلى مدى تسع سنوات وسبعة أشهر [من أكتوبر 2001 وحتى مايو 2011] ظلت المخابرات الأمريكية تبحث عن الزعيم الشبح ، وتقوم قوات خاصة وطائرات قاذفة وأخرى بدون طيار بقصف مواقع تظن أن "بن لادن" مختف بها ، ولكن بدون جدوى.
وفوجيء العالم في فجر الإثنين بتوقيت الشرق الأوسط [ مساء الأحد بتوقيت أمريكا] بالرئيس الأمريكي يؤكد ، تصفية العقل المدبر للهجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 على بلاده، قائلاً إن العدالة أخذت مجراها.

كيفية رصد مكانه
سعت الاستخبارات الأمريكية للعثور على رجلين مقربين من بن لادن منذ عدة أعوام (عبر معلومات استخباراتية تم جمعها من عدة مصادر من بينها معتقلين في جوانتانامو). منذ أربعة أعوام تعرفت الاستخبارات الامريكية على هوية الرجلين (لم يتم الكشف علنا عن هويتهما قتلا اليوم الى جانب بن لادن). في اغسطس 2010 عثرت الاستخبارات الامريكية على المجمع السكني الذي يأوي الرجلين و حينها زادت الشكوك من أنهما قد يأويان شخصية مهمة في تنظيم القاعدة.
أفادت مصادر أمريكية أن واشنطن أدركت إمكانية اختباء بن لادن في مجمع في حي بلال في مدينة ابوت اباد قرب إسلام أباد عاصمة باكستان. فهذا المجمع بني منذ حوالي 10 إلى 12 عاما ولا تعرف هوية ساكنه وبلغت تكاليف بنائه أكثر من مليون دولار . وكان أقرب ما يكون إلى الحصن أو الثكنة العسكرية مما أثار الشكوك ، حيث أحاطت به أسوار عالية بلغ ارتفاعها ما بين 12 إلى 18 قدم [ 4 إلى 6 أمتار ]على رأسها أسلاك شائكة وكاميرات مراقبة وتبلغ مساحته 3 آلاف متر مربع ويقع في منتصف المجمع بناية تتكون من ثلاثة طوابق، فالإجراءات الأمنية كانت صارمة، ولم يكن يحتوي على خدمة انترنت أو هاتف. حتى أن النفايات كانت تحرق ولا توضع في المكان المخصص لجمعها. وخلص رجال الاستخبارات إلى أن المجمع الذي بني خصيصاً لايواء شخصية ذات أهمية بالغة، ليس سوى مخبأ لبن لادن.
وفي فبراير/شباط أكدت المعلومات المتوفرة إمكانية التحرك لاقتناصه.

وفي منتصف مارس/آذار رأس الرئيس الأمريكي سلسلة اجتماعات مع طاقمه الأمني، ومع تأكيد آخر معلومات وردت في 19 و28 إبريل/نيسان 2011 ، أعطى أوباما الضوء الأخضر للعملية، وذكر الرئيس الأمريكي أن مواجهات مسلحة اندلعت إثر الهجوم، إلا أنه لم يكشف الكثير من تفاصيل العملية، التي ذكر مصدر عسكري رفيع لـCNN إن عناصر القوات الخاصة التابعة للبحرية "سيلز" SEALs قامت بتنفيذها، بعد تدريبات عدة.

تفاصيل عملية الإغتيال

شاركت في العملية اربع طائرات هليكوبتر. بن لادن كان مختبئا في قصر يقع في حي بلال في بلدة ابوت آباد التي تبعد عن العاصمة الباكستانية بمسافة 80 كيلومترا. انطلقت الطائرات من قاعدة جوية باكستانية شمالي البلاد. تم احتجاز النسوة والاطفال الذين كانوا في المبنى. تحطمت احدى الطائرات دون وقوع ضحايا.
الادارة الامركية لم تعلم السلطات الباكستانية عن العملية أو أي تفاصيل متعلقة بها بسبب حساسية التطورات. عدد محدود جدا من المسؤولين الامركيين كانوا على علم بالعملية التي نفذت اليوم. الى جانب بن لادن، تم قتل ثلاثة رجال، يعتقد ان احدهم نجل بن لادن. تم ايضا قتل امرأة و جرح اخرى.
عملية استهداف المجمع استغرقت أقل من 40 دقيقة. الادارة الامركية لم تعلم السلطات الباكستانية عن تفاصيل العملية بسبب حساسية التطورات. (تم اعلام باكستان فقط بعد استكمال العملية و التأكد من قتل بن لادن) .
عدد محدود جدا من المسؤولين الامركيين كانوا على علم بالعملية التي نفذت اليوم. وتم قتل بن لادن بطلقة نارية في رأسه.
واضاف هؤلاء المسؤولون ان طائرة هليكوبتر امريكية استخدمت في الهجوم تحطمت بفعل عطل ميكانيكي.
وقالت قناة سي ان ان إن المسؤولين الامريكيين قد تأكدوا من موت بن لادن عن طريق فحص الحامض النووي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More