Featured Video

من يخلف بن لادن في قيادة تنظيم القاعدة؟


بمقتل أسامة بن لادن فقد تنظيم القاعدة مؤسسه وملهمه. ورغم تمتع فروعه في مختلف مناطق العالم بقدر كبير من الاستقلالية ظل بن لادن رمزاً للتنظيم، ولكن ما هو حجم النفوذ الذي كان يتمتع به، ومن يمكن أن يخلفه في قيادة التنظيم؟

 
قتل أسامة بن لادن، لم يفقد تنظيم القاعدة الارهابي زعيمه فقط، وإنما فقد أهم رموزه أيضاً. ولكن هذا لا يعني أن التنظيم سينهار وينتهي تهديده وارهابه. ويعتقد المراقبون أن القاعدة ستواجه مشكلة اختيار خليفة لـبن لادن، إذ ليس من السهل ملء الفراغ الذي تركه بعد قتله في عملية لوحدة خاصة من قوات مكافحة الارهاب الأمريكية.
وبعد غياب بن لادن باتت الأنظار تتجه إلى الطبيب المصري أيمن الظواهري (60 عاماً)، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الذي يعد مفكر ومنظر التنظيم والأكثر قرباً إلى بن لادن. ويعتبر الظواهري مهندس هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي أودت بحياة نحو ثلاثة آلاف شخص، كما أنه مدان بتدبير تفجير سفارتي أمريكا في كينيا وتنزانيا عام 1998. وهو على رأس قائمة الارهابيين المطلوبين من الولايات المتحدة، التي رصدت مبلغ 25 مليون دولار مكافأة لمن يرشد عن مكانه.
وانضم الظواهري إلى صفوف تنظيم بن لادن أواخر تسعينات القرن الماضي، ويعتقد أنه يختبئ في باكستان. وتشير التقارير إلى أنه نجح في الهروب من عدد من الغارات التي كانت تستهدفه على مدار الأعوام القليلة الماضية.

الظواهري أبرز المرشحين لخلافة بن لادن
ايمن الظواهري، هل سينقذ القاعدة من أزمة القيادة  ويخلف بن لادن في قيادة التنظيم؟ 
وقد توقع مسؤول أمريكي بارز أن يكون أيمن الظواهري هو خليفة بن لادن، ولكن هذا المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته، يرى أن الظواهري يفتقر إلى الكاريزما التي كان يتمتع بها بن لادن، كما أنه لا يتمتع بنفس التقدير بين عناصر التنظيم؛ وقال إن بن لادن ظل طوال عمر التنظيم الذي يمتد لاثنين وعشرين عاما هو قائده الأوحد والمسؤول إلى حد كبير عن شكل التنظيم لما يتمتع به من تأثير على عناصره.
ويشكك المراقبون بمدى سلطة الظواهري وتأثيره على التنظيم وعناصره. ومن هنا أعرب عدد من المحللين عن اعتقادهم بأن شبكة القاعدة تواجه أزمة قيادة حقيقة إثر الاعلان عن مقتل زعيمها اسامة بن لادن، مشيرين إلى تراجع شعبية التنظيم الأم الذي أصيب بضعف يفقده قدرته في السيطرة على الفروع الكثيرة المنتشرة في العالم، والتي تتمتع بقدر كبير من الاستقلالية في تخطيط وتنفيذ وتمويل عملياتها، والعلاقة مع بن لادن كانت معنوية وتقتصر على التوجيهات التي كان يرسلها عبر رسائله وخاصة الصوتية التي كانت تنشرها وسائل الاعلام وتبث عبر شبكة الانترنت.
وقد نقلت فرانس برس عن خبير الحركات الاسلامية محمد ابو رمان قوله أن "بن لادن كان رمزاً للقاعدة كونه امتلك كاريزما افتقدها الآخرون، والتأثير الرئيسي المباشر لمقتله هو أزمة القيادة التي ستصيب التنظيم". وأضاف أبو رمان أن "أي شخصية أخرى لا تمتلك المزايا ذاتها، فأيمن الظواهري الرجل الثاني في التنظيم ليس موضع اجماع فضلاً عن الخلافات حول شخصه، وعليه ستسود حالة من القلق صفوف قادة الجماعات القريبة من القاعدة بسبب مقتله".

منافسون للظواهري في قيادة القاعدة
أنور العولقي، منافس قوي للظواهري في قيادة القاعدة 

ومن جهته، قال الخبير في شؤون الجماعات"الجهادية السلفية" حسن أبو هنية لفرانس برس أن "غياب بن لادن، رغم رمزيته بالنسبة للحركات الجهادية السلفية، لن يترك تأثيراً كبيراً على هذه الجماعات لأنه لم يعد يسيطر على الفروع منذ عام 2001 إثر هجمات 11 ايلول/سبتمبر كما لم يعد هناك تنظيم كبير للقاعدة". وأضاف "لقد بايعت مجموعات في مختلف مناطق العالم الاسلامي من القوقاز شرقاً حتى المغرب العربي بن لادن زعيماً بحيث تحولت القاعدة الى نموذج ارشادي".
أما أنور عشقي رئيس دائرة الشرق الاوسط في معهد الدراسات الاستراتيجية في جدة، فقال إن "مشكلة القاعدة تكمن في ايجاد بديل. فالوحيد الموجود هو الظواهري الذي لن يأتمر السعوديون بأوامره أبدا".
ويتداول المراقبون وخبراء التنظيمات الاسلامية، أسماء شخصيات أخرى إلى جانب اسم الظواهري، يمكن أن تخلف بن لادن وتعالج مشكلة القيادة في القاعدة. ومن هذه الأسماء: سيف العدل، مصري الجنسية وهو مسؤول الفرع العسكري لتنظيم القاعدة، ومطلوب للاشتباه بضلوعه في الاعتداءات ضد السفارات الاميركية في نيروبي ودار السلام عام 1988. كذلك اليمني أنور العولقي، وهو إمام امريكي متطرف ويدعم اطروحات القاعدة ويدعو للجهاد على الانترنت حيث يملك نفوذاً واسعاً، وبالتالي يمكن أن يخلف بن لادن في قيادة التنظيم.
ويعتبر المصري عبد الله احمد عبد الله (50 عاما)، أيضاً من المرشحين لخلافة بن لادن، وهو مشتبه به في مشاركته سيف العدل بتأسيس ونشر تنظيم القاعدة في افريقيا الشرقية، ومدرج أيضا على لائحة تضم  أبرز 22 ارهابيا من المطلوبين من قبل المباحث الفدرالية الاميركية "أف بي آي". 

عارف جابو/ دانيال شيشكفيتس
مراجعة: منصف السليمي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More