Featured Video

اغتيال بن لادن مقدمة لجولة جديدة أشرس بين أمريكا والقاعدة



10 سنوات وأربعون دقيقة تفصل بين أحداث 11 سبتمبر 2001 وإعلان الحرب على الإرهاب وبين الإعلان عن مقتل احد أهم المطلوبين لدى السلطات الأمريكية وزعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، لحظات فارقة يعيشها الآن الرئيس الأمريكي اوباما، أكسبته مزيدا من الثقة والمصداقية والقوة أمام الناخب الأمريكي، وهي مكاسب تعني الكثير بالنسبة لاوباما .

" الليلة يمكنني أن أعلن للشعب الأمريكي وللعالم أن الولايات المتحدة قامت بعملية عسكرية أسفرت عن مقتل بن لادن " هكذا بدء الرئيس الأمريكي، باراك اوباما الكلمة التي وجهها في ساعة متأخرة من مساء أمس، ليعلن للعالم نبأ مقتل الرجل الأول في تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، على يد قوة خاصة نفذت العملية بالتعاون مع المخابرات الباكستانية، اثر معركة عنيفة جرت حتى مقتل بن لادن في منطقة أبت آباد التي تبعد 60 كيلومترا شمال العاصمة الباكستانية إسلام آباد .

وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن التعاون بين واشنطن وإسلام أباد في مجال مكافحة الإرهاب قد ساهم في قتل بن لادن، مؤكدا على  أن بلاده لم ولن تكون ضد الإسلام وأن زعيم القاعدة لم يكن قائدا إسلاميا "بل إنه قتل كثيرا من المسلمين في بلاده".

تفاصيل الاغتيال

معهد ستراتفور للدراسات الاستخباراتية القريب من المخابرات الأميركية سرب بعض تفاصيل العملية ،فبحسب ستراتفور، فإن العملية قد تمت ما بين الساعة الواحدة والثانية بعد منتصف ليل الأحد بتوقيت جرينتش حيث كان زعيم تنظيم القاعدة يختبئ في مبنى جديد لا يزيد عمر بنائه عن خمس سنوات معد خصيصا كمخبأ لبن لادن .

كما شاركت أيضا في العملية طائرات هليكوبتر وسقطت إحداها خلالها، وينقل " ستراتفور" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن العملية استغرقت أربعين دقيقة اشتبك فيها بن لادن وحراسه مع المجموعة المغيرة التي قتلت بن لادن وعددا من حراسه وسط معلومات عن مقتل ابنه أيضا لدى اقتحام المجمع .

جدير بالذكر أن التقرير الذي أعده " ستراتفور"  يشير إلى العون الاستخباراتي الذي قدمته المخابرات الباكستانية إلى الولايات المتحدة، وعلى الرغم من ذلك فإن الجانب الباكستاني لم يكن يعرف تفاصيل العملية مسبقا حيث ظلت تفاصيلها في طي الكتمان حتى لحظة التنفيذ.

ترحيب دولي

وفي إطار ردود الأفعال الأمريكية والدولية التي أعقبت الإعلان عن مقتل بن لادن تجمع المئات  من الأمريكيين أمام البيت الأبيض وهم يلوحون بالأعلام الأميركية مرددين الهتافات والأناشيد .

وفي بيان لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية " كير " رحب المجلس بمقتل زعيم تنظيم القاعدة، مؤكدا على أن المجلس "يشارك مواطنيه بالترحيب بإعلان تصفية بن لادن نظرا لأنه كان يمثل تهديدا لأمتنا وللعالم عبر الهجمات التي نفذها ضد العسكريين الأميركيين ".

كما رحبت العديد من العواصم العربية والإسلامية بمقتل بن لادن ،منها اليمن وأفغانستان والسلطة الفلسطينية، في حين نددت حركة المقاومة الإسلامية حماس على لسان القيادي في الحركة إسماعيل هنية،  بعملية اغتيال بن لادن والذي وصفه بالمجاهد .

ورحبت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان لها بمقتل بن لادن ، واعتبرته انتكاسة كبيرة للمنظمات الإرهابية في العالم، ودعا الرئيس الأفغاني، حميد قرضاي، حركة طالبان إلى أن تتعظ بدرس مقتل بن لادن، مطالبا الحركة بوقف هجماتها في أفغانستان .

وفي الهند أعرب وزير الداخلية الهندي بي شيدمبرام في بيان له ،عن قلقه من أن العملية التي قتل فيها أسامة بن لادن جرت في ابوت آباد في عمق الداخل الباكستاني .

رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وزير الخارجية الفرنسي، الآن جوبيه أكدا على أن نبأ مقتل بن لادن يشكل مصدر ارتياح كبير لشعوب العالم .

كما أشاد رئيس الوزراء إلاسرائيلي، بنيامين نتنياهو بالقوات الأمريكية الخاصة التي قتلت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، معتبرا ذلك "انتصارا مدويا" لواشنطن وحلفائها فيما سماه "الحرب على الإرهاب".

استنفار امني

وأعلنت منظمة البوليس الدولي " الانتربول " أن تنظيم القاعدة قد تكبد خسارة فادحة بمقتل بن لادن، إلا أنها حذرت في الوقت نفسه الدول الأعضاء إلى توخى أقصى درجات الحذر وتعزيز الإجراءات الأمنية تحسبا لوقوع عمليات إرهابية، يقوم بها عناصر القاعدة ردا على مقتل زعيمهم أسامة بن لادن.

الترحيب الدولي الواسع النطاق بعملية قتل أسامة بن لادن، رافقه تحذيرات جدية من هجمات انتقامية يقوم بها أنصار تنظيم القاعدة ضد مصالح أمريكية أو غربية ردا على قتل بن لادن مما دفع الخارجية الأمريكية إلى رفع حالة الاستنفار الأمني بين بعثاتها الديبلوماسية في الخارج تحسبا لأي هجمات قد تستهدف مصالحها في أنحاء العالم .

حيث هددت حركة طالبان الباكستانية ، بمهاجمة أهداف تابعة للحكومة الباكستانية والأمريكية بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن ، وقال المتحدث باسم طالبان، احسان الله احسان عبر الهاتف " إذا استشهد بن لادن فسننتقم لمقتله ونشن هجمات ضد الحكومتين الامريكية والباكستانية .

الرابح الأكبر

ووسط هذا الزخم السياسي والإعلامي الذي صاحب إعلان الرئيس الأمريكي لنبأ مقتل بن لادن ، ظهرت العديد من التساؤلات أبرزها النتائج المترتبة على هذا الحدث بالنسبة للرئيس اوباما الذي يستعد لخوض  الانتخابات الرئاسية الأمريكية للفوز بولاية ثانية العام المقبل، خاصة وان هذا الانجاز من وجهة نظر اوباما سوف يحمل له العديد من الفوائد من أهمها، الصورة الذهنية الايجابية لدى الرأي العام الأمريكي، وتخفيف الضغوط الداخلية التي يعاني منها الرئيس الأمريكي من خلال انجاز مهم على صعيد الأمن القومي الأمريكي ينسب للديمقراطيين، سبق وان وعد به خلال حملته الانتخابية في العام 2008 حين تعهد بمكافحة الإرهاب وملاحقة بن لادن .

كما سيكتسب الرئيس الأمريكي مصداقية كبيرة فيما يتعلق بجهود إدارته في مجال مكافحة الإرهاب بعد 10 سنوات من انطلاق الحرب الأمريكية ضد الإرهاب في عهد الرئيس الأمريكي السابق " جورج بوش " الابن ، والتي وجهت إليها خلال الفترة الأخيرة العديد من الانتقادات نظرا للخسائر التي منيت بها القوات الأمريكية في كلا من العراق وأفغانستان ماديا وبشريا دون تحقيق نتائج ميدانية على صعيد مكافحة إرهاب القاعدة وطالبان .

مستقبل القاعدة

والسؤال الثاني الذي يفرض نفسه حاليا في خضم تلك الأحداث يتعلق بمستقبل تنظيم القاعدة وقيادته بعد مقتل أسامة بن لادن وخاصة الذراع الأيمن له أيمن الظواهري ؟

تشير التوقعات إلى احتمال أن تستهدف المخابرات المركزية الأمريكية " السي أي ايه " خلال الفترة المقبلة قيادات أخرى داخل تنظيم القاعدة، فقتل بن لادن يحمل بين طياته مؤشرا على نجاح المخابرات الأمريكية بالتعاون مع الجانب الباكستاني في اختراق تنظيم القاعدة في تلك المنطقة وتتبع قياداته .

خاصة وأن أيمن الظواهري كان يدير القاعدة فعليا منذ سنوات نتيجة لمرض بن لادن، ومن ثم فان قوة التنظيم وفقا لرأي عدد من المحللين لن تتأثر كثيرا برحيله، على اعتبار انه كان زعيما روحيا فقط .

وهذا ما دفع ببعض الترشيحات من جانب المحلليين السياسيين إلى احتمال أن يتولي أيمن الظواهري أو أنور العولقي مسؤولية قيادة التنظيم في الوقت الحالي، الذي وجهت له لكمة قوية جدا بمقتل بن لادن، إلا أن هناك بعض الآراء التي تحذر من أن هذا الحدث قد يدفع التنظيم إلى ردود أفعال انتقامية شرسة إزاء العملية الأخيرة من خلال خلايا التنظيم المنتشرة في العالم خاصة اليمن نظرا لحالة عدم الاستقرار السياسي والأمني التي تمر بها الآن ولكثرة المصالح الأمريكية التي يمكن أن تستهدف هناك .

محيط ـ شيماء عبد المنعم

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More